أوباما يبدأ خطابه للعالم الاسلامي بـ السلام عليكم ويؤكد ان امريكا لا تحارب الاسلام ويدعو لإقامة دولة فلسطينية
اعداد احمد الليثي - استهل الرئيس الأمريكى باراك أوباما كلمته الموجهة إلى العالم الاسلامى من جامعة القاهرة بالقاء سلام المسلمين على الحضور، رافعا يده قائلا باللغة العربية" شكرا" و "السلام عليكم" مما قوبل بتصفيق حاد من قبل الحضور.
كما ابدى الحضور تفاعلا كبيرا مع بعض كلمات الرئيس الأمريكي خاصة عندما تحدث عن الاسلام وانه منبع الحضارة وما قدمه للحضارة في العالم في مجالات العلوم والطب الفلك، واحترامه الكبير لهذا الدين الذي يدعو إلى القيم النبيلة والتسامح والسلام.
إنهاء دوامة التشكيك
وأكد أوباما ضرورة إنهاء دوامة التشكيك بين الولايات المتحدة والاسلام وبناء الثقة بين الجانبين.
وأكد أوباما فى خطابه إلى العالم الاسلامى من جامعة القاهرة الخميس سعيه لبداية جديدة بين أمريكا والمسلمين.
ونبه الرئيس المريكى فى خطابه الى أن التغيير لن يحدث بين ليلة وضحاها، وقال "لاأستطيع الإجابة فى هذا الخطاب عن كافة التساؤلات المطروحة".. مؤكدا على الاحترام المتبادل والعمل المشترك مع العالم الإسلامى.
وإستشهد أوباما بآية من القرآن الكريم "وقولوا قولا سديدا" تدليلا على ضرورة العمل بشكل جيد وسديد .
وقال "ان امريكا لن تكون فى حرب ضد الاسلام، ونرفض التطرف وقتل النساء والأطفال" وإستشهد بآية قرآنية أخرى "من قتل نفسا بغير حق كانما قتل الناس جميعا".
واضاف "ان المصالح التى بيننا أكبر من أى قوة، أنا مسيحى من أسرة كينية بها مسلمون ..ان الاسلام وصروحه مثل الازهر مهد لعصر النهضة الأوروبية"..مشيدا بالابتكارات التى قدمها العالم الاسلامى.
وأكد أن الإسلام برهن على مدار العصور على روح التسامح الدينى والمساواة العرقية.
وحيا التسامح الدينى والمساواة العرقية فى الاسلام ..مشيرا الى مساهمة المسلمين الامريكيين فى اثراء الولايات المتحدة وبناء حضارتها.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه "أشعر بالفخر بأن أكون في مدينة القاهرة وأن أكون في ضيافة مؤسستين بارزتين، حيث وقفت جامعة الأزهر منذ أكثر من ألف عام كمنارة للعالم الإسلامي، وتعد جامعة القاهرة منذ أكثر من قرن مصدرا للتقدم في مصر."
وأضاف "انهما معا تمثلان التناغم بين التقاليد والتقدم .. إنني ممتن لكرم ضيافتكما وكرم ضيافة شعب مصر."
السياسات الاستعمارية زادت التوتر
وقال أوباما " اشعر بالفخر لان احمل لكم معي شعور الشعب الأمريكي الطيب وتحيات السلام من الاقليات المسلمة في بلادي".
وأضاف قائلا " نلتقي في وقت يشهد توترا كبيرا بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم، وتأصل التوتر في قوات تاريخية تتخطى أي جدال سياسي حالي"، مؤكدا أن "العلاقة بين الاسلام والغرب تتضمن قرونا من التعايش المشترك والتعاون.. وكذلك تتضمن صراعات وحروب دينية".
وقال إن التوتر زاد مؤخرا بفعل السياسات الاستعمارية التي حرمت العديد من المسلمين من الحقوق والفرص، كما ساهمت في ذلك الحرب الباردة التي غالبا ما عوملت فيها الدول التي تقطنها أغلبية مسلمة كوكلاء بغض النظر عن طموحاتهم.
وأضاف "وعلاوة على ذلك، التغيير الكاسح بفعل الحداثة والعولمة.. وهو ما قاد العديد من المسلمين لرؤية الغرب كعدو لتقاليد الاسلام."
وأشار الى أن المتطرفين ممن يستخدمون العنف استغلوا هذه التوترات.
هجمات 11 سبتمبر شوهت صورة الاسلام
وقال أوباما إن "هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 والجهود المستمرة لهؤلاء المتطرفين للقيام بأعمال عنف ضد المدنيين دفعت البعض في بلادي لرؤية الاسلام كعدو، ليس فقط لامريكا والدول الغربية بل ايضا لحقوق الانسان".
واضاف "كل هذا أدى الى مزيد من الخوف ومزيد من انعدام الثقة .. وطالما تعرف علاقاتنا بخلافاتنا .. فاننا سنمنح قوة لهؤلاء الذين يرون الكراهية بدلا من السلام .. هؤلاء الذين يروجون للصراعات بدلا من التعاون الذي يمكن ان يساعد جميع الاشخاص لتحقيق العدالة والرخاء".
وتابع "هذه الدائرة من الشك وعدم الاتفاق يجب ان تنتهي".
بداية جديدة بين امريكا والمسلمين
وقال الرئيس الأمريكي "لقد أتيت هنا إلى القاهرة للسعي نحو بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم، بداية قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، قائمة على حقيقة أن أمريكا والإسلام ليستا في حالة تنافس، بل إنهما تتشاركان في مباديء تتمثل في العدالة والتقدم والتسامح والحفاظ على كرامة الإنسان".
وأضاف "إنني أعترف بأن التغيير لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها، وإنني أؤكد أنه لا يمكن لحديث واحد أن يزيل سنوات من انعدام الثقة".
وواصل "إنني مقتنع أنه من أجل التحرك قدما يجب أن نقول بشكل واضح ومعلن لكلينا الأشياء المكنونة في صدورنا والتي تقال غالبا خلف الأبواب المغلقة".
وتابع "يجب أن يكون هناك جهود حثيثة للاستماع إلى بعضنا البعض والتعلم من بعضنا البعض واحترام بعضنا البعض والبحث عن أرضية مشتركة.. فكما يخبرنا القرآن الكريم، يجب دائما أن نقول الحقيقة".
انا مسيحي وأبي مسلم
وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما "إن المصالح التي نشترك فيها كبني البشر أهم وأقوى بكثير من القوى التي تبعدنا عن بعضنا البعض.. إنني مسيحي وجاء أبي من أسرة تضم أجيالا مسلمة، كما أمضيت أيام صباي في اندونيسيا حيث شهدت مظاهر الاسلام واستمعت للاذان في الفجر".
وأعرب أوباما عن اعترافه بمساهمة الاسلام في بناء حضارات أخرى، وقال "إن الإسلام الذي حمل نور العلم لعدة قرون ساعد في نهضة وتنوير أوروبا"، مدللا على ذلك بالاشارة الى ابتكارات الحضارة الإسلامية العديدة كاختراع الجبر وأدوات الملاحة والطباعة والتعرف على كيفية انتشار الأمراض وكيفية علاجها.
وأشار الى أن أفرع الثقافة الإسلامية امتدت أيضا الى الشعر والموسيقى وغيرها من الفنون.
وأكد على أنه "في الاسلام شرح للسماحة الدينية والمساواة بالكلمات والافعال"، مضيفا "إنني أعلم أن الإسلام كان دائما جزء من تاريخ أمريكا حيث أن أول دولة اعترفت ببلادي هي دولة المغرب".
وأشار الى الدور الذي لعبه الامريكيون المسلمون في اعمار الولايات المتحدة حيث "حاربوا حروبنا وخدموا في حكوماتنا ودافعوا عن حقوقنا المدنية وأقاموا أعمالا وحاضروا في جامعاتنا وأحرزوا الميداليات في المجال الرياضي وحصلوا على جوائز نوبل وبنوا أعلى المباني لدينا ورفعوا شعلنتا الأوليمبية".
وقال الرئيس الامريكي إن الشراكة بين الولايات المتحدة والإسلام يجب أن تكون مبينة على مباديء الاسلام الحقيقية، معتبرا أن جزءا من مسئوليته كرئيس للولايات المتحدة هو مكافحة النماذج المسيئة للاسلام في أي مكان.
واستطرد قائلا إنه يجب في المقابل تطبيق المبدأ ذاته فيما يتعلق بتفهم المسلمين لصورة الولايات المتحدة، موضحا أنه بينما لا يمثل المسلمون نماذجا سيئة فإن الولايات المتحدة ليست النموذج السيئ أو الامبراطورية التي تبحث عن مصالحها الذاتية.
الإسلام جزء من أمريكا
وقال أوباما "إن الولايات المتحدة تشكلت عن طريق مساهمة كافة الحضارات من مختلف أنحاء الارض بناء على مبدأ بسيط وهو واحد من أصل كثيرين".
أضاف "لقد آمنت بفكرة أن أفريقي أمريكي يحمل اسم باراك حسين أوباما يمكن أن ينتخب كرئيس، وإن قصة حياتي ليست فريدة من نوعها، فبالرغم من أن حلم الحصول على فرصة لجميع الأشخاص لم يتحقق بالنسبة لكل شخص في أمريكا، ولكن هذه الفرصة متاحة لجميع القادمين إلى سواحلنا".
وتابع "هذا يتضمن نحو سبعة ملايين أمريكي مسلم في بلدنا اليوم، ممن يتمتعون بمستويات دخول ومستويات تعليمية عالية".
وقال "إن الحرية في أمريكا لا تتجزأ عن حرية ممارسة الأديان.. وهذا هو السبب في ذهاب حكومة الولايات المتحدة الى المحكمة من أجل حماية حقوق النساء والفتيات في ارتداء الحجاب".
وأضاف "يجب ألا نشك في أن الإسلام يعد جزءا من أمريكا، وأعتقد أن أمريكا تمتلك داخلها حقيقة أنه بغض النظر عن العرق والدين، فإننا نتشارك جميعا في طموحات مشتركة من أجل العيش في سلام وأمن والحصول على تعليم والعمل بكرامة وحب عائلاتنا ومجتمعاتنا وإلهنا".
وقال "إن هذه الأشياء هي التي نتشارك فيها، وهذا هو أمل الإنسانية كلها، وإن الاعتراف بإنسانيتنا المشتركة تعد فقط البداية لمهتمنا".
وأضاف "إن الكلمات لوحدها لن تحقق احتياجات الأشخاص، هذه الاحتياجات ستتحقق فقط في حال العمل بجسارة في السنوات القادمة".
كلنا شركاء
وقال أوباما فى خطابه بجامعة القاهرة "لقد تعلمنا من التجارب الاخيرة أنه عندما يضعف النظام المالي في احدى الدول فان الازدهار يتضرر في كل مكان.. وعندما يصيب مرض انفلونزا جديد شخص واحد، فإننا جميعا نكون في خطر".
واستطرد قائلا "وعندما تعمل دولة واحدة على الحصول على سلاح نووي فان الخطر للتعرض لهجوم نووي يحيق بجميع الدول..وعندما يعمل المتطرفون في أحد الجبال فإن المواطنين عبر المحيط يتعرضون للخطر.. وعندما يتعرض الابرياء في البوسنة ودارفور للقتل فان هذا يمثل وصمة لضميرنا الجمعي".
وقال "هذا ما يعني ان نتشارك في هذا العالم خلال القرن الحادي والعشرين، وهذه هي المسئولية التي نتحملها بالنيابة عن بعضنا البعض كبني البشر.. انها مسئولية صعبة لان التاريخ الانساني كان دائما سجلا للامم والقبائل والاديان التي تخضع بعضها البعض من أجل مصالحها الخاصة".
واضاف " ولكن في هذا العصر الجديد فإن مثل هذا الاسلوب يؤدي الى الهزيمة نظرا لأن أي نظام عالمي يرقى بامة واحدة فوق الاخر سيفشل في نهاية الامر.. لهذا وبغض النظر عن الماضي فاننا لا يجب ان نظل سجناء له حيث يجب معالجة مشكلاتنا عن طريق الشراكة ويجب مشاركة التقدم الذي نحظى به.. وهذا لا يعني انه يجب علينا تجاهل مصادر التوتر ولكن يجب ان نواجه هذه التوترات".
وقال "لهذا دعوني اتحدث بوضوح وبصراحة بالقدر الذي استطيعه حول بعض القضايا التي اعتقد انه يجب علينا اخيرا مواجهتها سويا.. وأول هذه القضايا هي التطرف العنيف في كل اشكاله.. وفي هذا الصدد يجب ان اوضح ان أمريكا لم تكن ولن تكون أبدا في حرب مع الاسلام".
سنواجه المتطرفين بلا كلل
وقال أوباما فى خطابه بجامعة القاهرة "سنواجه بلا كلل المتطرفين الذين يستخدمون العنف والذين يمثلون تهديدا خطيرا لأمننا.. لاننا نرفض نفس الشيء الذي يرفضه اتباع جميع الاديان وهي قتل الابرياء من النساء والرجال والاطفال.. وواجبي الاول كرئيس أن احمي الشعب الامريكي".
وأضاف "ان الوضع في افغانستان يوضح اهداف الولايات المتحدة وحاجتنا للعمل سويا.. قبل سبعة اعوام لاحقت الولايات المتحدة القاعدة وطالبان بدعم دولي واسع النطاق ولم نذهب باختيار منا، ولكن بسبب الضرورة.. وانا على دراية بانه لايزال هناك البعض الذين لايزالوا يشككون أو حتى يبررون هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ولكن دعونا نكون صرحاء، لقد قتلت القاعدة قرابة ثلاثة ألاف شخص ذلك اليوم وكان الضحايا رجال ونساء واطفال ابرياء من الولايات المتحدة والكثير من الدول الاخرى الذين لم يفعلوا اي شيء لإلحاق الاذى باي شخص، ومع ذلك اختارت القاعدة قتل اولئك الاشخاص واعلان مسئوليتها عن الهجوم، وحتى الان تعلن عزمها على القتل بنطاق هائل".
وقال "لديهم اتباع في الكثير من الدول ويحاولون توسيع نطاقهم ..ان هذه ليست آراء لبحثها ولكنها حقائق يجب التعامل معها".
لا نسعى لاقامة قواعد عسكرية
وتابع "لا أرغب في ابقاء القوات الامريكية في افغانستان ولا نسعى لاقامة قواعد عسكرية هناك وهو أمر يعذب أمريكا لان تخسر شبابها.. كما انه أمر مكلف وصعب على المستوى السياسي أن تواصل هذا الصراع".
وقال "سنعيد بسعادة جميع قواتنا الى بلدهم اذا وثقنا بأنه لن يكون هناك متطرفين في افغانستان وباكستان عاقدين العزم على قتل اكبر عدد ممكن من الامريكيين حسب استطاعتهم".
وتابع "ومع ذلك، فان هذه ليست القضية، لهذا فإننا نشترك فى تحالف مكون من 46 دولة وعلى الرغم من التكلفة التي ندفعها فان التزام الولايات المتحدة لن يضعف ولا يجب على أي منا التسامح مع هؤلاء المتطرفين الذين قتلوا في العديد من الدول أتباع أديان مختلفة وقتلوا مسلمين أكثر من أي أصحاب عقائد اخرى..ان أفعالهم غير متوافقة مع حقوق الانسان وتقدم الدول والاسلام".
استشهاد بالقرآن
واستشهد الرئيس الامريكي باراك أوباما بمعنى الآية القرآنية التي تقول "ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
وقال "إن ايمان أكثر من مليار شخص أكبر بكثير من الكراهية الضيقة لقلة..ان الاسلام ليس جزءا من المشكلة فيما يتعلق بمكافحة التطرف العنيف ولكنه جزء مهم في الترويج للسلام".
وأضاف "اننا نعرف أيضا أن القوة العسكرية وحدها لن تحل المشكلات في افغانستان وباكستان.. لهذا نعتزم استثمار 5ر1 مليار دولار كل عام على مدار الخمسة أعوام المقبلة في اطار شراكة مع الباكستانيين لبناء مدارس ومستشفيات وطرق وأعمال، ومئات الملايين لمساعدة أولئك الذين تشردوا.. ولهذا نوفر أيضا أكثر من 8ر2 مليار دولار لمساعدة أفغانستان لتطوير اقتصادها وتوفير خدمات يعتمد عليها الشعب".
وقال "دعوني أيضا أعالج قضية العراق.. على العكس من أفغانستان فان العراق كان حربا شنت بالاختيار واثارت اختلافات قوية داخل بلدي وحول العالم، على الرغم من انني اعتقد بان الشعب العراقى افضل حالا في نهاية الحال بدون طغيان صدام حسين.. لكنني اعتقد ايضا
ان الاحداث في العراق ذكرت الولايات المتحدة بحاجة استخدام الدبلوماسية وبناء الاجماع الدولي لحل مشكلاتنا حينما يتيسر ذلك".
أضاف "بالفعل يمكننا اقتباس كلمات توماس جيفرسون الذي قال اتمنى ان تنمو حكمتنا مع قوتنا وأن نتعلم انه كلما استخدمنا قوتنا بقدر أقل كلما زادت عظمتها".
سندعم عراق شريك لنا وليس تابع
وقال أوباما "اليوم امريكا لديها مسؤولية مضاعفة وهي مساعدة العراق على صياغة مستقبل افضل وان نترك العراق للعراقيين."
واضاف "أوضحت للشعب العراقي اننا لا نسعى لاقامة قواعد او سيادة على اراضيهم او مواردهم.. فسيادة العراق للعراقيين".
وتابع "لذا، امرت بسحب لواءاتنا القتالية بحلول أغسطس المقبل، ولهذا السبب سوف نفي باتفاقنا مع الحكومة العراقية المنتخبة ديمقراطيا بسحب القوات القتالية من المدن العراقية بحلول يوليو، على أن يتم سحب جميع قواتنا من العراق بحلول 2011."
وقال "سنساعد العراق على تدريب قواته الأمنية وتطوير اقتصاده، كما سندعم عراق امن ومتحد كشريك لنا وليس كتابع".
أضاف "في النهاية وبينما لا يمكن للولايات المتحدة ان تتسامح مع العنف من قبل المتطرفين .. يجب الا نغير او ننسي مبادئنا.. كانت هجمات 11 سبتمبر دراما هائلة لبلادنا.. شعور الغضب الذي احدثته كان يمكن تفهمه لكن في بعض الحالات ادت بنا لان نتصرف على عكس تقاليدنا وافكارنا.. اتخذنا اجراءات ملموسة لتغيير المسار".
وقال "لقد منعت أساليب التعذيب بشكل لا لبس فيه، وأمرت باغلاق معتقل جوانتانامو العسكري بحلول بداية العام المقبل."
التهديد بتدمير اسرائيل يمنع السلام
وقال اوباما فى خطابه "امريكا ستدافع عن نفسها باحترام سيادة الدول وحكم القانون .. وسنفعل ذلك في شراكة مع المجتمعات الاسلامية التي هي مهددة ايضا."
وأضاف "بمجرد ان يتم عزل المتطرفين ولا يجدون الترحيب في المجتمعات الاسلامية ..سنكون امنين."
وتابع "إن المصدر الثاني الاساسي للتوتر الذي نرغب في مناقشته هو الموقف بين الاسرائيليين والفلسطينيين والعالم العربي".
وأوضح أن " ارتباط امريكا القوي باسرائيل معروف ..هذا الرباط لا يمكن تحطيمه .. وهو مستند الى العلاقات الثقافية والتاريخية ..وإن الاعتراف بان الطموح لأرض قومية لليهود متأصل في تاريخ مأساوي لا يمكن انكاره."
وقال "لقد تعرض اليهود للقمع حول العالم لعقود .. وتراكمت معاداة السامية في اوروبا في محرقة (هولوكوست) غير مسبوقة .. غدا سازور معسكر بوخنوالد ..وهو جزء من سلسلة من المعسكرات تم استعباد اليهود فيها وتعذيبهم واطلاق النار عليهم واستنشقوا الغاز حتى الموت من قبل الرايخ الثالث."
أضاف "لقد قتل ستة ملايين يهودي ..اكثر من عدد سكان اليهود في اسرائيل اليوم.. وانكار هذه الحقيقة لا يستند لاساس ويعد جهلا وكراهية".
وقال "إن تهديد اسرائيل بالدمار او تكرار قصص نمطية تافهة بشأن اليهود أمر خاطىء بشدة.. ويساعد فقط على استرجاع هذه الذكريات الأكثر ايلاما في عقول الاسرائيليين والحيلولة دون السلام الذي يستحقه سكان هذه المنطقة".
القدس وطن لجميع أبناء إبراهيم
وأكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما على ضرورة العيش المشترك للمسلمين والمسيحيين واليهود فى القدس .. وقال إن علينا العمل بجد حتى تصبح القدس وطنا دائما للتعايش بين جميع أبناء النبى إبراهيم.
وشدد أوباما - فى خطابه إلى العالم الاسلامى اليوم - على أن القدس وطن لليهود والمسيحيين والمسلمين.
وقال "ان الانبياء موسى وعيسى ومحمد تشاركوا فى الصلاة بالقدس"..لافتا الى أن الشعب الفلسطينى عانى على مدى ستين عاما من اللجوء فى الخارج والنزوح فى الداخل..مستنكرا المس من قبل الاحتلال بكرامة الفلسطينيين وإزلالهم بشكل يومى..مؤكدا ضروة وقف الاستيطان الاسرائيلى وضرورة نبذ العنف من قبل الفلسطينيين.
وطالب الفلسطينيين فى نفس الوقت بالتخلى عن عنف المقاومة وإتخاذ وسائل سلمية من اجل اقامة دولتهم .
الاحترام المتبادل مع العالم الاسلامى
ونبه الرئيس المريكى باراك أوباما الى أن التغير لن يحدث بين ليلة وضحاها، وقال:"لاأستطيع الإجابة فى هذا الخطاب عن كافة التساؤلات المطروحة"..مؤكدا على الاحترام المتبادل والعمل المشترك مع العالم الإسلامى.
وإستشهد أوباما - فى خطاب ألقاه فى جامعة القاهرة ظهر الخميس - بآية من القرآن الكريم "وقولوا قولا سديدا" تدليلا على ضرورة العمل بشكل جيد وسديد.
وقال: ان امريكا لن تكون فى حرب ضد الاسلام ونرفض التطرف وقتل النساء والأطفال.
وإستشهد بآية قرآنية أخرى "من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا".
واضاف:ان المصالح التى بيننا أكبر من أى قوة،أنا مسيحى من أسرة كينية بها مسلمون ..ان الاسلام وصروحه مثل الازهر مهد لعصر النهضة الأوروبية..مشيدا بالابتكارات التى قدمها العالم الاسلامى ..وحيا التسامح الدينى والمساواة العرقية فى الاسلام ..مشيرا الى أن أول من اعترف بأمريكا ، دولة مسلمة هى المغرب..كما ساهم المسلمون الامريكيون فى اثراء الولايات المتحدة وبنائها وشاركوا فى حضارتها.
الديمقراطية لا تفرض
واستبعد الرئيس الأمريكى فرض النظام الديمقراطي من قبل أى دولة على أخرى فى العالم، وقال إن أمريكا فى دفاعها عن الحريات والعدالة والشفافية لاتتحدث عن أفكار ومبادىء أمريكية بل عن مبادىء وأفكار إنسانية مشتركة.
وأكد أوباما استمرار بلاده فى تأييد تطبيق هذه المبادىء فى ربوع العالم..لافتا الى أن الحكومات التى لا تطبق هذه المبادىء والأفكار وتقمع المطالبين بها لاتنجح..مشددا على أهمية توفير الحريات الدينية ، وأن للاسلام تقليدا عريقا فى الدعوة للتسامح والتعايش.
إستخدام الطاقة النووية سلميا حق لكل دولة
وجدد الرئيس الأمريكى باراك أوباما موقف بلاده الداعى إلى اعتماد الحوار طريقا لحل الملف النووي فى إيران.
وقال "من حق كل دولة الإستخدامات السلمية للطاقة النووية طالما أنها إلتزمت بضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة عدم الانتشار النووى".
ونبه أوباما إلى أن التسلح النووى قد يدفع العالم الى طريق محفوف بالمخاطر.
وقال"أدرك الاعتراضات على امتلاك البعض فى المنطقة لقدرات نووية "..مؤكدا على مساعى بلاده من أجل إخلاء العالم من السلاح النووى.
حضور من مختلف الفئات
وقد اكتظت القاعة بحشد كبير من المسئولين على رأسهم الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء وعدد كبير من الوزراء وفضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي وقداسة البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب وجمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى وعدد كبير من رؤساء الاحزاب ومفتى الديار المصرية الدكتور على جمعة ورؤساء مجالس إدارات ورؤساء التحرير الصحف القومية والحزبية.